30
انتشار الحروب
العام الهجري
العام الميلادي
ظهرت ومستمرة
حديث صحيح
علامة صغرى
شرح العلامة
من علامات الساعة التي ذكرها الرسول كثرة القتل، حتى إن الرجل يقتل الرجل لا يدري لم قتله، ولا المقتول لم قتل.
قيل بسبب زيادة الحروب
وقيل ايضا بسبب الفِتَنُ واختِلافُ الأُمورِ التي تَتَسبَّبُ في كَثرةِ القَتلِ بيْن المُسلِمينَ.
حدوث العلامة:
و قد بدأ الهرج بمقتل عثمان بن عفان وصارت الحروب تكثر دون أسباب مقنعة وذهب ضحيتها الآلاف من الناس. مع ظهور الأسلحة المدمرة اليوم التي تخدم هذه الحروب.
صور مرتبطة
الأحاديث التي ذكرت العلامة
إسناده صحيح
السلسلة الصحيحة
2772
لا تقومُ الساعةُ حتى تظهرَ الفِتَنُ ، و يَكْثُرَ الكذِبُ ، و تتقاربَ الأسواقُ ، و يتقاربَ الزمانُ ، و يكثرَ الهَرْجُ قيل : و ما الهرْجُ ؟ قال القتلُ
(تظهر الفتن) تَتَكاثَر الأُمورُ الكَريهةُ الَّتي تَضُرُّ النَّاسَ في دينِهم ودُنياهم مِن الخيانةِ والظُّلمِ والحَرائِقِ والزَّلازِلِ وانْتِشار المَعاصي،
(يكثر الكذب) ينتشر الكذب
(تتقارب الاسواق) تقارب المدن والأقاليم وقصر زمن المسافة بينهما بسبب اختراع الطائرات والسيارات وما إلى ذلك
(يتقارب الزمان) فَتَقْصُر السُّنونَ والأَعْوامُ والشُّهورُ واللَّيالي والأَيَّامُ، فَتُصبِح السَّنةُ كالشَّهرِ،
(يكثر الهرج) اي القتل
حديث صحيح
صحيح ابن ماجه
3213
إن بين يدَيِ الساعةِ لهرَجًا, قال :قلت: يا رسولَ اللهِ ما الهرَجُ ؟قال: القتلُ, فقال بعضُ المسلمينَ: يا رسولَ اللهِ إنا نقتُلُ الآن في العامِ الواحدِ من المشركينَ كذا وكذا ,فقال رسولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم- ليس بقتلِ المشركين ولكن يقتُلُ بعضُكم بعضًا حتى يقتُلَ الرجلُ جارَهُ وابنَ عمهِ وذا قرابتِهِ فقال بعضُ القومِ :يا رسولَ اللهِ ومعَنا عُقولُنا ذلك اليومِ؟ فقال رسولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ :لا ,تُنزَعُ عُقولُ أكثرِ ذلك الزمانِ ويَخلُفُ له هباءٌ من الناسِ لا عُقولَ لهم. ثم قال الأشعريُّ: وايمُ اللهِ إني لأظنُها مُدرِكَتي وإيَّاكم ,وايمُ اللهِ ما لي ولكم منها مخرجٌ إن أدركَتنا فيما عهِد إلينا نبيُّنا _صلى الله عليه وسلم_ إلا أن نخرجَ كما دخلنا فيها.
في هذا الحديثِ يُخبِرُ الصَّحابيُّ الجليلُ أبو موسى الأشعريُّ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "إنَّ بينَ يدَيِ السَّاعةِ لَهَرْجًا"، أي: يقَعُ قبلَ قيامِ القِيامةِ هرْجٌ كثيرٌ بينَ النَّاسِ، قال أبو مُوسى: "يا رسولَ اللهِ، ما الهَرْجُ؟ قال: القَتلُ"، فقال بعضُ المسلِمين مُستفسِرًا عن كيفيَّةِ وقوعِ القَتلِ في آخِرِ الزَّمانِ: "يا رسولَ اللهِ، إنَّا نَقتُلُ الآنَ في العامِ الواحدِ مِن المشرِكينَ كذا وكذا"، أي: نَقتُلُ كثيرًا مِن المشرِكين؛ فهل هذا هو المقصودُ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ليس بقَتْلِ المشرِكين، ولكن يَقتُلُ بعضُكم بعضًا"، أي: القتلُ المقصودُ هو أن يَقتُلَ المسلِمون بعضُهم بعضًا، دون مُراعاةٍ لِحُرمةِ دَمٍ أو دِينٍ أو قَرابةٍ! "حتَّى يَقتُلَ الرَّجلُ جارَه وابنَ عمِّه وذا قَرابتِه، فقال بعضُ القومِ"؛ تَعجُّبًا مِن هذا الفعلِ الَّذي لا يَفعَلُه عاقلٌ: "يا رسولَ اللهِ، ومعَنا عُقولُنا ذلك اليومَ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا, تُنزَعُ عُقولُ أكثرِ ذلك الزَّمانِ"، أي: لا عَقْلَ لكُم في تِلكُم الأيَّامِ وتُسلَبُ عُقولُ أكثَرِ النَّاسِ، ويَحتمِلُ أن يَكونَ المرادُ: أنْ يَقِلَّ عُقلاءُ هذا الزَّمانِ، "ويَخلُفُ له هَباءٌ مِن النَّاسِ لا عقولَ لهم"، أي: ويَكثُرُ فيهم أناسٌ لا عَقلَ لهم ولا فَهْمَ ولا عِلمَ عِندَهم، وفي روايةٍ: "يَحسَبون أنَّهم على شَيءٍ، ولَيسوا على شيءٍ"، أي: يَظُنُّون أنَّهم على حقٍّ أو على عِلمٍ وهم لَيسوا كذلك.
قال أبو موسى الأشعريُّ رَضِي اللهُ عَنه: "وايمُ اللهِ"، أي: أُقسِمُ باللهِ: "إنِّي لأَظُنُّها مُدرِكَتي وإيَّاكم"، أي: إنَّ ما يَغلِبُ على ظَنِّي أنَّ هذه الفِتنةَ ستُدرِكُنا ونقَعُ فيها، "وايمُ اللهِ، ما لي ولَكم منها مَخرَجٌ إنْ أدرَكَتْنا فيما عَهِد إلينا نبيُّنا صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إلَّا أن نَخرُجَ كما دخَلْنا فيها"، أي: المخرَجُ مِنها هو عدَمُ الوُقوعِ في شَرِّها. وفي روايةٍ: "لم نُصِبْ منها دَمًا ولا مالًا"، أي: لم نَأخُذْ ولم نتَلبَّسْ مِنها بقَتْلِ صاحبِ دمٍ معصومٍ ولا بأخْذِ مالٍ مِن غيرِ حقِّه، وقد أخبَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أبا ذَرٍّ في حَديثٍ آخَرَ عن مِثلِ هذه الفِتَنِ وأمَرَ أن يَلزَمَ الرَّجلُ بيتَه ولا يَشترِكَ في القَتلِ، وأن يَستسلِمَ لِمَن أراد أن يَقتُلَه حتَّى يَحمِلَ القاتلُ كلَّ الإثمِ والذَّنبِ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن الفِتَنِ الَّتي تَكونُ قبلَ قيامِ السَّاعةِ.
وفيه: أنَّ السَّلامةَ مِن فِتَنِ آخِرِ الزَّمانِ تَكونُ بالتَّمسُّكِ بأوامِرِ اللهِ ورسولِه؛ بعَدمِ الاشتِراكِ في قَتْلِ النَّاسِ .
أخرجة في صحيحه
صحيح البخاري
7061
يَتَقارَبُ الزَّمانُ، ويَنْقُصُ العَمَلُ، ويُلْقَى الشُّحُّ، وتَظْهَرُ الفِتَنُ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّمَ هُوَ؟ قالَ: القَتْلُ القَتْلُ.
يُبَيِّنُ النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم عن بَعْضٍ مِن أشْراطِ السَّاعةِ وعَلاماتِ آخِرِ الزَّمانِ الدَّالَّةِ على إدْبارِ الدُّنيا وانتِهاءِ هَذِه الحَياةِ،
وأَوَّلها تَقارُب الزَّمانِ فَتَقْصُر السُّنونَ والأَعْوامُ والشُّهورُ واللَّيالي والأَيَّامُ، فَتُصبِح السَّنةُ كالشَّهرِ،
ويَنْقُص العِلمُ بِمَوتِ العُلَماءِ، أو يُرْفَع العِلمُ النَّافِعُ المُقْتَرِنُ بالعَمَلِ الصَّالِحِ،
ويُلْقى الشُّحُّ، أي: يَنتشِر البُخلُ الشَّديدُ عَلى اختِلافِ أنْواعِه، ويَتمكَّن مِن قُلوبِ النَّاسِ حَتَّى يَبخَلَ الغَنيُّ بِمالِه، ويَبخَلَ العالِمُ بِعِلمِه، ويَبخَلَ الصَّانِعُ بِصِناعتِه،
والشحُ هو أشد أنواع البخل، وهو أبلغ في المنع من البخل، وقيل على معنى البُخل مع الحرص الزائد.
وتَظهَر الفِتَنُ، أي: تَتَكاثَر الأُمورُ الكَريهةُ الَّتي تَضُرُّ النَّاسَ في دينِهم ودُنياهم مِن الخيانةِ والظُّلمِ والحَرائِقِ والزَّلازِلِ وانْتِشار المَعاصي،
ويَنْقُص العِلمُ بِمَوتِ العُلَماءِ، أو يُرْفَع العِلمُ النَّافِعُ المُقْتَرِنُ بالعَمَلِ الصَّالِحِ،
في الحَديثِ: إخْبارُ النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلَّم عن الغَيبِ، وذِكرُه بَعضًا مِن عَلاماتِ السَّاعةِ، وهو عَلامةُ من علاماتِ نُبُوَّتِه صَلَّى الله عليه وسلَّم.
حديث صحيح
صحيح البخاري
7064
إنَّ بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أيَّامًا، يُرْفَعُ فيها العِلْمُ، ويَنْزِلُ فيها الجَهْلُ، ويَكْثُرُ فيها الهَرْجُ والهَرْجُ: القَتْلُ
يُبَيِّنُ النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم عن بَعْضٍ مِن أشْراطِ السَّاعةِ وعَلاماتِ آخِرِ الزَّمانِ
ويَنْقُص العِلمُ بِمَوتِ العُلَماءِ، أو يُرْفَع العِلمُ النَّافِعُ المُقْتَرِنُ بالعَمَلِ الصَّالِحِ،
ويكثُرَ الهرْجُ، وهوَ القَتلُ.
حديث صحيح
صحيح البخاري
7121
لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتانِ عَظِيمَتانِ، يَكونُ بيْنَهُما مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُما واحِدَةٌ، وحتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذّابُونَ، قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّه رَسولُ اللَّهِ، وحتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، ويَتَقارَبَ الزَّمانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ: وهو القَتْلُ، وحتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المالُ فَيَفِيضَ حتَّى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَن يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وحتَّى يَعْرِضَهُ عليه، فَيَقُولَ الذي يَعْرِضُهُ عليه: لا أرَبَ لي به، وحتَّى يَتَطاوَلَ النَّاسُ في البُنْيانِ، وحتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقَبْرِ الرَّجُلِ فيَقولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ، وحتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ ورَآها النَّاسُ - يَعْنِي آمَنُوا - أجْمَعُونَ، فَذلكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُما بيْنَهُما، فلا يَتَبايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بلَبَنِ لِقْحَتِهِ فلا يَطْعَمُهُ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وهو يُلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسْقِي فِيهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إلى فيه فلا يَطْعَمُها.
في هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم:
لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَقتَتِلَ فِئتانِ "عَظيمتانِ"، أي: كَبيرتانِ،
يكونُ بيْنَهما مَقتلةٌ عَظيمةٌ، "دَعوتُهما واحِدةٌ"، وهُم علِيٌّ رضِيَ اللهُ عنه ومَن مَعه، ومُعاوِيةُ ومَن مَعهُ؛ فكِلاهما كانَ مُتأوِّلًا أنَّهُ أقربُ إلى الصَّوابِ.
وحتَّى يُبعثَ "دجَّالونَ كذَّابونَ"؛ فهُمْ يَخلِطونَ الحقَّ بالباطِلِ ويَنشرُونَ الشُّبَهَ، قريبٌ مِن ثَلاثينَ، كلُّهمْ يزعُمُ أنَّهُ رسولُ اللهِ،
وحتى "يُقبَضُ العِلمُ" فيُرفَعُ بِموتِ العُلماءِ، ولا يَبقى إلَّا الجهَّالُ،
وتَكثُرَ الزَّلازِلُ، "ويَتقاربَ الزَّمانُ" فيمُرُّ الشَّهرُ كأنَّه أُسبوعٌ، والأُسبوعُ كأنَّه يَومٌ واليومُ كأنَّه ساعةٌ،
"وتَظْهرَ الفِتنُ"، فتَنتشِرُ في كلِّ مكانٍ،
ويكثُرَ الهرْجُ، وهوَ القَتلُ.
وحتَّى يكثُرَ فِيكُم المالُ، فيَفيضُ حتى يُهِمَّ "ربَّ المالِ"، أي: يَشغَلَ صاحبَ المالِ مَن يَقبلُ صدَقتَهُ لغِنى الناسِ جميعًا، وحتى يَعرِضَهُ، فيقولَ الذي يَعرِضَهُ عليهِ: "لا أرَبَ لي بِهِ"، أي: لا أحْتاجُهُ. "
وحتى يتطاولَ الناسُ في البُنيانِ"؛ فكلُّ مَن يَبني بيتًا يجعلُ ارتِفاعَه أكثرَ مِن الآخرِ.
وحتى يمُرَّ الرجلُ بقَبرِ الرَّجلِ فيقولُ: "يا لَيتني مَكانَهُ" أي يُريدُ أنْ يكونَ ميِّتًا مكانَه؛ إمَّا لكَثرةِ الفِتنِ ونحوِ ذلكَ فيَخشى على دِينهِ، أو كما في حديثٍ آخَرَ: أنَّ أحدَهمْ يقولُ ذلِكَ لبَلاءِ الدُّنيا وليسَ خشيةً على دِينٍ أو لسبَبِ الدِّينِ.
وحتى تطلُعَ الشَّمسُ مِن مغرِبِها، فإذا طلعتْ ورَآها الناسُ أجْمعونَ، فذلِكَ حينَ: لا يَنفعُ نفسًا إيمانُها لَم تكُنْ آمنتْ مِن قَبلُ أوْ كسبَتْ في إيمانِها خَيرًا.
ولتَقومَنَّ السَّاعةُ وقد نَشرَ الرَّجلانِ ثوبَهُما بَينَهما، فلا يَتَبايَعانِه ولا يَطْوِيانِه. ولتقومَنَّ السَّاعةُ وقد انصرفَ الرَّجلُ بلَبنٍ "لِقْحَتهِ"، وهيَ النَّاقة التي تُدِرُّ اللَّبنَ فلا يَطعَمُه. ولتقومَنَّ السَّاعةُ "وهو يُليطُ حَوضَهُ"، أي: يُصلِحُهُ فلا يَسقي فيهِ، ولتَقومَنَّ الساعةُ وقدْ رفعَ أُكلَتَهُ إلى فِيهِ فلا يَطعمُها، والمقصودُ مِن ذلكَ كلِّهِ: أنَّها تَقومُ فَجأةً والنَّاسُ في حياتِهمْ وهُم في غَفلةٍ.
حديث صحيح
تخريج المسند
8833
لا تَقومُ الساعةُ حتى تَعودَ أرضُ العربِ مُروجًا وأنهارًا، وحتَّى يَسيرَ الراكِبُ بينَ العراقِ ومكَّةَ، لا يَخافُ إلَّا ضُلَّالَ الطريقِ، وحتَّى يَكثُرَ الهَرْجُ، قالوا: وما الهَرْجُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: القَتلُ.
(لا تَقومُ الساعةُ) لا يَقومُ يَومُ القيامةِ ولا يَنتَهي أجَلُ الدُّنيا
(حتى تَعودَ أرضُ العربِ مُروجًا وأنهارًا) حتى تَصيرَ وتَرجِعَ جَزيرةُ العَرَبِ مُروجًا وأنهارًا، والمَرْجُ: هو الأرضُ الواسِعةُ ذاتُ النَّباتِ الكَثيرِ، يَمرَحُ فيه الدَّوابُّ، وحتى تَكثُرُ بها المياهُ العَذبةُ الصَّالِحةُ لِلشُّربِ والرِّيِّ، وهذا إشارةٌ إلى الغِنى وكَثرةِ المالِ الذي سيَحصُلُ في بِلادِ العَرَبِ المُسلِمينَ، حتى تَنصَرِفَ دَواعي العَرَبِ عن مُقتَضى عَادَتِهم مِنَ انتِجاعِ الغَيْثِ والارتِحالِ، فيَشتَغِلوا بغِراسةِ الأرضِ وعِمارَتِها وإجراءِ مياهِها.
(وحتَّى يَسيرَ الراكِبُ بينَ العراقِ ومكَّةَ، لا يَخافُ إلَّا ضُلَّالَ الطريقِ) الراكب هو المُسافِرُ، أيًّا كانت طَريقةُ سَفَرِه، على دابَّةٍ أو سيَّارةٍ، أو نَحوِ ذلك، "بيْن العِراقِ ومَكَّةَ" والمُرادُ بذِكرِ البُلدانِ العُمومُ لا الخُصوصُ، فأيُّ مُسافِرٍ يَخرُجُ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ، لا يَخافُ إلَّا قُطَّاعَ الطُّرُقِ؛ إشارةً إلى أنَّه لا يُوجَدُ حُروبٌ أو قِتالٌ بيْن الناسِ.
( وحتَّى يَكثُرَ الهَرْجُ) والمَعنى: تَكونُ الفِتَنُ واختِلافُ الأُمورِ التي تَتَسبَّبُ في كَثرةِ القَتلِ بيْن المُسلِمينَ، كما في رِوايةِ ابنِ ماجَهْ مِن حَديثِ أبي مُوسى الأشعَريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، وفيه أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "ليس بقَتلِ المُشرِكينَ، ولكِنْ يَقتُلُ بَعضُكم بَعضًا، حتى يَقتُلَ الرَّجُلُ جارَه، وابنَ عَمِّه، وذا قَرابَتِه".وفي الحَديثِ: عَلَمٌ مِن أعلامِ نُبُوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الايات القرانية التي ذكرت العلامة
أحاديث أخرى مرتبطة بنفس الموضوع
حديث صحيح
صحيح مسلم
2908
والذي نَفْسِي بيَدِهِ لا تَذْهَبُ الدُّنْيا، حتَّى يَأْتِيَ علَى النَّاسِ يَوْمٌ لا يَدْرِي القاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، ولا المَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ فقِيلَ: كيفَ يَكونُ ذلكَ؟ قالَ: الهَرْجُ، القاتِلُ والْمَقْتُولُ في النَّارِ.
في هذا الحَديثِ يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بقولِه: (وَالَّذي نَفسي بِيَدِه) أنَّه لا تَذهبُ الدُّنيا حتَّى يَأتيَ على النَّاسِ يومٌ عَظيمٌ فيهِ شرٌّ جَسيمٌ لا يَدري القاتلُ فِيمَ قُتِلَ، أي: هَل يَجوزُ قَتلُه أم لا، وَلا المَقتولُ، أي: نَفسَه أو أَهلَه فيمَ قُتِلَ، أي: هل بسَببٍ شرعيٍّ أو بِغيرِه، فقيلَ: كيفَ يَكونُ ذلكَ؟ قال: الهَرجُ، أيِ: الفِتنةُ والِاختلاطُ المُؤدِّيةُ للقَتلِ المَجهولِ. ثُمَّ أَخبرَ أنَّ القاتلَ والمَقتولَ في النَّارِ؛ فأمَّا القاتِلُ فبِقتلِه، وأمَّا المَقتولُ فإنَّه أَرادَ قَتلَ صاحِبَه .
حديث صحيح
صحيح أبي داود
4278
أمتي هذه أمةٌ مرحومةٌ ، ليس عليْها عذابٌ في الآخرةِ ، عذابُها في الدُّنيا ، الفتنُ ، والزلازلُ ، والقتلُ
أكرَم اللهُ الأمَّةَ الإسْلاميَّةَ عن غيرِها من الأمَمِ السَّابقَةِ؛ فرَفَع عنها ما كان من إصْرٍ وأغْلالٍ كانت على مَن سبَقَهم، وغفَرَ لها في الدُّنيا قبل الآخِرةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
"أمَّتي هذه"، أي: جِيلُ الصَّحابةِ الَّذين معه، أو عُمومُ أمَّتِه إلى آخِرِ الزَّمانِ،
"أمَّةٌ مرْحُومةٌ"، أي: فيها من الرَّحمةِ بها ما لم يَكنْ في الأمَمِ السَّابقَةِ؛ ثمَّ بيَّن وأوْضَحَ بعْضَ تلك الرَّحْمةِ فقال:
"ليس عليها عذَابٌ في الآخِرَةِ؛ عَذابُها في الدُّنيا"، أي: إنَّ عذابَها في الدُّنيا بالبَلايا ونحوِها بدلًا من عَذابِ الآخِرَةِ، وقيل: يَعني أنَّ الغالِبَ في حقِّهم المغفِرَةُ، أو مَن عُذِّبَ منهم لا يُعذَّبُ كعذابِ مَن كفَرَ باللهِ، ثمَّ أوْضَحَ عَذابَ الدُّنيا لهم
"الفِتَنُ"، أي: ما يقَعُ بيْنهم من حُروبٍ ونحوِها،
"والزَّلازِلُ"، أي: ما يَحدُثُ من حرَكاتٍ واضْطراباتٍ في الأرْضِ يَنتُجُ عنها مَصائبُ وشَدائدُ كثيرةٌ، وقيل: يَعني كثْرَةَ الأهْوالِ والشَّدائدِ الَّتي تُصيبُ المسلِمين،
"والقَتْلُ"، أي: يَحدُثُ القتْلُ بينهم حتَّى يَقتلوا بعْضُهم بعْضًا.
وفي الحَديثِ: بيانُ فضل أُمَّةِ الإسْلامِ على غيرِها من الأمَمِ، وأنَّ بَلاءَها في الدُّنيا دون الآخِرَةِ.