71
العام الهجري
العام الميلادي
ظهرت ومستمرة
حديث صحيح
علامة صغرى
شرح العلامة
الكذب آفة شنيعة ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
ومن علامات الساعة أن يفشو الكذب بين الناس فلا يتورع الرجل عن الكذب في حديثه وعدم التثبت في نقل الأخبار بين الناس هذا مع قبح الكذب وسوء أثرة وكثرته بين الناس
وما انتشار الشائعات اليوم وعدم التثبت في الأخبار والزيادة والنقص في المواقف والأحداث إلا نوع من الكذب المحرم.
صور مرتبطة
الأحاديث التي ذكرت العلامة
حديث صحيح
صحيح مسلم
1822
سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الأسْلَمِيُّ يقولُ: لا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَوْ يَكونَ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِن قُرَيْشٍ. وَسَمِعْتُهُ يقولُ: عُصَيْبَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ البَيْتَ الأبْيَضَ، بَيْتَ آلِ كِسْرَى. وَسَمِعْتُهُ يقولُ: إنَّ بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ. وَسَمِعْتُهُ يقولُ: إذَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَسَمِعْتُهُ يقولُ: أَنَا الفَرَطُ علَى الحَوْضِ.
- لا يَزَال الدِّينُ، أي: أمرُ الدِّينِ، قائِمًا، أي: جارِيًا مُستمِرًّا على الصَّوابِ والحقِّ،
- حتَّى تَقومَ الساعةُ، أي: يومُ القِيامَةِ،
- وحتَّى يكونَ على الناسِ مُتَوَلِّيًا اثْنا عَشَرَ خَلِيفَةً كلُّهم مِن قُرَيْشٍ، والمرادُ: العَادِلونَ مِنَ الخُلَفاءِ، وقد مضَى بعضُهم في الأُمَّةِ، وسيَكتمِل عَدَدُهم إلى قيامِ الساعةِ، وقِيلَ: إنَّ معناه: أنَّهم يكونون في عَصْرٍ واحدٍ، يَتْبَع كلَّ واحدٍ منهم طائفةٌ، ويُحتَمل أنَّ المُرادَ مَن يَعِزُّ الإسلامُ في زَمَنِه، ويَجتمِع المسلمون عليه، وهكذا كان؛ فكان الخُلَفاءُ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ وعُثْمَانُ وعَلِيٌّ، ثُمَّ تَولَّى مَن اجتَمَع الناسُ عليه وصار له عِزٌّ ومَنَعَةٌ: مُعَاوِيَةُ، وابنُه يَزِيدُ، ثُمَّ عبدُ المَلِكِ، وأولادُه الأربعةُ، وبينَهم عُمَرُ بنُ عبدِ العَزِيزِ.
- عُصَيْبَةٌ مِنَ المسلمين يَفتَتِحون البيتَ الأبيضَ، بيتَ كِسْرَى، أو آلِ كِسْرَى، و"العُصَيْبَةُ" تصغيرُ العِصابَةِ، وهي الجماعةُ من الناسِ، وأقلُّهم أربعون، ويُحتَمَل أن يكونَ هذا التصغيرُ لِلمُفتَتِحين؛ لِقِلَّةِ مَن باشَر فَتْحَ بيتِ كِسْرَى.
- إنَّ بينَ يَدَيِ الساعةِ (أي: مِن آياتِها) ظُهورَ الكذَّابِين، وهم الَّذِين يَدَّعُونَ النُّبوَّةَ، وقيل غيرُ ذلك.
- فاحْذَرُوهم، أي: خافوا شَرَّ فِتنتِهم واعْتَزِلوهم واحْذَرُوا من مُخالطتِهم لأنَّه يُخاف منهم إفسادُ دِينِ العامَّة لاقتدائِهم بِهم، ومَن كان عالِمًا فلْيَستعدَّ ولْيتأهَّبْ لكَشْفِ عَوارِهم وهَتْكِ أَستارِهم، وتَزييفِ أقوالِهم وتَقبيحِ أفعالِهم؛ ليَحذرَهم النَّاسُ ويبورَ ما جاؤوا به مِن الباطِلِ والتلبيسِ على النَّاس؛ فإنَّه لا يَلتَبِس الصادِقُ بالكاذِبِ على مَن أَخَذَ بِحَذَرِه.
- إذا أَعطَى اللهُ أحدَكم "خيرًا" أي: مالًا؛
- فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِه وأهلِ بَيْتِه، فالإنسانُ يَبدأُ بنفسِه وبِمَنْ تَلزَمُه نَفَقَتُه، فالإنفاقُ على الأهلِ أفضلُ مِنَ الصَّدَقَةِ على الفُقَراءِ؛ لأنَّ الإنفاقَ على الأهلِ صَدَقَةٌ وصِلَةٌ وكَفَافٌ وعَفَافٌ، فكان ذلك أَوْلَى.
- أنا "الفَرَطُ على الحَوْضِ" أي: السابِقُ إليه والمُنتَظِرُ لِسَقْيِكم منه، والحَوْضُ: هو مُجتَمَعُ الماءِ.
إسناده صحيح
السلسلة الصحيحة
2772
لا تقومُ الساعةُ حتى تظهرَ الفِتَنُ ، و يَكْثُرَ الكذِبُ ، و تتقاربَ الأسواقُ ، و يتقاربَ الزمانُ ، و يكثرَ الهَرْجُ قيل : و ما الهرْجُ ؟ قال القتلُ
(تظهر الفتن) تَتَكاثَر الأُمورُ الكَريهةُ الَّتي تَضُرُّ النَّاسَ في دينِهم ودُنياهم مِن الخيانةِ والظُّلمِ والحَرائِقِ والزَّلازِلِ وانْتِشار المَعاصي،
(يكثر الكذب) ينتشر الكذب
(تتقارب الاسواق) تقارب المدن والأقاليم وقصر زمن المسافة بينهما بسبب اختراع الطائرات والسيارات وما إلى ذلك
(يتقارب الزمان) فَتَقْصُر السُّنونَ والأَعْوامُ والشُّهورُ واللَّيالي والأَيَّامُ، فَتُصبِح السَّنةُ كالشَّهرِ،
(يكثر الهرج) اي القتل
حديث صحيح
صحيح ابن ماجه
3277
سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ
(سَيأتِي على النَّاسِ سَنواتٌ خَدَّاعاتٌ)؛ لِما سيَظهَرُ بها مِن قلْبٍ وتزييفٍ للحقائقِ، حتَّى فيما يَجِبُ على الإنسانِ ألَّا ينخَدِعَ فيه.
(يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصَّادقُ، ويُؤتمَنُ فيها الخائنُ، ويُخوَّنُ فيها الأمينُ)، وهذا مِن تَبدُّلِ الأحوالِ وانقِلابِها ومِن خِداعِ الدُّنيا؛ حيث يَنتشِرُ الكذِبُ والخيانةُ ويُعتبَرانِ هما الحقيقةَ، ويَنحصِرُ الصِّدقُ والأمانةُ فيُعتبَرانِ ترَفًا، أو يُكذَّبُ مَن قال الصِّدقَ ويُخوَّنُ مَن أدَّى الأمانةَ؛ لأنَّهما أصبَحا نَشازًا في جسَدٍ مَريضٍ، لا يَستطيبُ الطَّيِّبَ، بل يَقبَلُ الخبيثَ ويَستسيغُه. ويَدخُلُ في تَضْييعِ الأمانةِ: ما كان في مَعناها ممَّا لا يَجري على طَريقِ الحقِّ؛ كاتِّخاذِ الجُهَّالِ عُلماءَ عِندَ غِيابِ أهلِ العِلمِ الحقِّ، واتِّخاذِ وُلاةِ الجَوْرِ، وحُكَّامِ الجَورِ عندَ غلَبةِ الباطلِ وأهلِه.
(ويَنطِقُ فيها الرُّويبِضةُ .. قيل: وما الرُّويبضةُ؟ قال: الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ)، والرَّجلُ التَّافهُ هو: الرَّذيلُ والحَقيرُ، والرُّويبضةُ تَصْغِيرُ رابِضةٍ، وهُو العاجِزُ الَّذي ربَضَ عَن مَعالي الأُمورِ، وقعَد عَن طلَبِها.
وفي الحديثِ: علَمٌ مِن أعلامِ النُّبوَّةِ؛ لأنَّه عليه السَّلامُ ذكَر فَسادَ أديانِ النَّاسِ، وتَغيُّرَ أماناتِهم، وقد ظهَر كثيرٌ مِن ذلك.