29
الاحتكار
العام الهجري
العام الميلادي
ظهرت ومستمرة
حديث صحيح
علامة صغرى
شرح العلامة
قول النبي صلى الله عليه وسلم (يبيع الرجل البيع فيقول :لاحتى أستأمر تاجر فلان) ..
يفهم منه ان تجارا كبارا ولعلهم اصحاب ارؤوس الاموال او الوكلاء المعتمدون للسلع تصديرا او استيرادا لعل هؤلاء يسيطرون على السوق ويتحكمون في الاسعار فلا يستطيع التجار الصغار التصرف بتجارتهم الا باذنهم
صور مرتبطة
الأحاديث التي ذكرت العلامة
حديث صحيح
صحيح النسائي
4468
إن مِن أشراطِ الساعةِ ، أن يفشوَ المالُ ويُكْثُرَ ، وتفشوَ التجارةَ ، ويظهرَ العلمَ ، ويبِيعَ الرجلُ البيعَ فيقولُ : لا حتى أُسْتَأْمِرَ تاجرُ بني فلانٍ ، ويَلْتَمِسُ في الحيِّ العظيمِ الكاتبَ ، فلا يوجدُ.
"إنَّ مِن أشراطِ السَّاعةِ"، أي: عَلاماتِها الَّتي تدُلُّ على اقتِرابِ قِيامِها،
"أن يَفْشُوَ المالُ ويَكثُرَ"، أي: يَزيدَ ويَظهَرَ في أيدي النَّاسِ،
"وتَفْشُوَ التِّجارةُ"، أي: أعمالُ البيعِ والشِّراءِ،
"ويظهَرَ العِلمُ"، أي: يَزدَهِرَ، قيل: والمرادُ بالعِلمِ هنا العِلمُ الدُّنيَويُّ، وقد أَشكَل مَعنى "ويَظهَرَ العِلمُ" في الحديثِ، خاصَّةً أنَّ المتقرِّرَ أنَّ الجهلَ بالشَّرعِ مِن عَلاماتِ السَّاعةِ؛ فقيل: مَعْنى: "ويَظْهَرَ العِلْمُ"، يَزولُ ويَرتفِعُ، أي: يَذهَبُ العِلمُ عن وجهِ الأَرْضِ، وفي بعضِ نُسَخِ النَّسائيِّ: "ويَظْهَرَ الجَهْلُ"؛ بِسَببِ اهْتِمامِ النَّاسِ بِأمرِ الدُّنيا، وقيل: المرادُ بالعلمِ: عِلمُ الدُّنيا، وقيل: المرادُ بالعلمِ: عِلمُ الكتابةِ والقراءةِ؛ وهذا واضحٌ في أحوالِ كثيرٍ مِن النَّاسِ والأُممِ الآنَ؛ يَزيدُ العِلمُ الدُّنيَويُّ عِندَهم، ويَقِلُّ العلمُ الأُخرَويُّ، أو يُكفَرُ باللهِ؛ فيكونُ العِلمُ بلا عمَلٍ غيرَ نافِعٍ في الآخرةِ،
"ويَبيعَ الرَّجلُ البيعَ فيقولَ: لا"، أي: لا يَعقِدَ البيعَ ويَجزِمَ به، "حتَّى أستَأمِرَ تاجِرَ بَني فلانٍ"، أي: فيما انتهَت إليه السِّلعةُ مِن ثَمنٍ وسِعرٍ، إشارةً إلى التَّغيُّرِ المستمرِّ، وكذلك حِرْصِ النَّاسِ على الدُّنيا،
"ويُلتَمَسَ"، أي: يُطلَبَ، "في الحيِّ العظيمِ"، إشارةً إلى الأماكِنِ الَّتي يَكثُرُ بها النَّاسُ، "الكاتِبُ"، أي: الَّذي لا يَطمَعُ في أموالِ النَّاسِ، فيَكتُبَ بينَهم بالحقِّ، "فلا يُوجدَ"، أي: فلا يَجِدُ أحَدٌ مَن يَكتُبُ له، أو لا يوجَدُ الكاتِبُ الَّذي به صِفةُ العدالةِ والأمانةِ.
وفي الحديثِ: إخبارُ النبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالغَيبِ.
وفيه: التَّحذيرُ مِن حِرْصِ النَّاسِ على المالِ.
وفيه: إشارةٌ إلى انتِشارِ العِلمِ الدُّنيَويِّ، الذي يُقابِلُه الجَهلُ بأمورِ الدِّينِ والبُعدُ عن الآخرةِ في آخر الزمان.
وفيه: تحذيرُ التُّجَّارِ مِن الحِرصِ على إفشاءِ الغَلاءِ في السِّلَعِ بما يتَّبِعونه من أساليبَ وحِيَلٍ.
وفيه: بيانُ أنَّ السَّاعةَ تَقومُ وقد نُزِع مِن الدُّنيا الخيرُ .