160
العام الهجري
العام الميلادي
لم تظهر
حديث صحيح
علامة صغرى
شرح العلامة
صور مرتبطة
الأحاديث التي ذكرت العلامة
حديث صحيح
صحيح الترمذي
2219
لاَ تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَلحقَ قبائلُ من أمَّتي بالمشرِكينَ ، وحتَّى يعبُدوا الأوثانَ ، وإنَّهُ سيَكونُ في أمَّتي ثلاثونَ كذَّابونَ كلُّهم يزعمُ : أنَّهُ نبيٌّ ، وأَنا خاتمُ النَّبيِّينَ لاَ نبيَّ بَعدي
"لا تَقومُ السَّاعةُ"، أي: لن يأتِيَ يومُ القيامةِ "
حتَّى تَلحَقَ قبائلُ"، أي: تُدرِكَ طَوائِفُ وأقوامٌ
"مِن أُمَّتي"، أي: مِن أمَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم
"بالمُشرِكِين"، أي: يَلحَقون بهم في الاعتِقادِ كما حصَل في رِدَّةِ بَعضِ القَبائلِ بعدَ وَفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، أو يَلحَقون بهم في دِيارِهم، فيَعتقِدون اعتِقادَهم، ويَفعَلون فِعالَهم وخِصالَهم، في أيِّ زمَنٍ مِن الأزمنةِ،
"وحتَّى يَعبُدوا الأوثانَ"، أي: يَترُكوا الإسلامَ، ويَرتدُّوا ويَعبُدوا الأصنامَ، أو يتَنصَّرون.
"وإنَّه سيَكونُ في أمَّتي ثَلاثون كذَّابون"، أي: سيَظْهَرُ في أمَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مَن يُظهِرُ الكَذِبَ وعدَدُهم ثَلاثون،
"كلُّهم يَزعُمُ"، أي: كلُّهم يَدَّعي
"أنَّه نبيٌّ"، أي: يقولُ كَذِبًا وزُورًا: إنَّه مُرسَلٌ ويُوحَى إليه مِن اللهِ، وقد خرَج بَعضُهم في زَمنِ النُّبوَّةِ وعَهْدِ الصَّحابةِ، مِثلُ: مُسيلِمةَ الكذَّابِ، والأسوَدِ العَنسيِّ؛ فبيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّ ذلك افتِراءٌ وادِّعاءٌ، فما أحَدٌ ادَّعى النُّبوَّةَ والرِّسالةَ بعدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إلَّا وقد فَضَحَه اللهُ وأظهَر كَذِبه،
"وأنا خاتَمُ النَّبيِّين لا نبيَّ بعدي"، أي: إنَّ اللهَ ختَم بالنَّبيِّ محمَّدٍ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الرِّسالاتِ والأنبياءَ فانقَطَع الوحيُ بموتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ فلا يَكونُ هُناك نبيٌّ حقًّا يُوحَى إليه مِن اللهِ بعدَ النَّبيِّ محمَّدٍ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفي الحديثِ: مُعجزةٌ ظاهرةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بإخبارِه عمَّا سيَحدُثُ بعده وقد وقَعَ منه أمورٌ كما أَخْبَر.
حديث صحيح
صحيح مسلم
2940
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو، وَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقالَ: ما هذا الحَديثُ الذي تُحَدِّثُ بهِ؟ تَقُولُ: إنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إلى كَذَا وَكَذَا، فَقالَ: سُبْحَانَ اللهِ، أَوْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهُمَا، لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أُحَدِّثَ أَحَدًا شيئًا أَبَدًا، إنَّما قُلتُ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا، يُحَرَّقُ البَيْتُ، وَيَكونُ وَيَكونُ، ثُمَّ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ في أُمَّتي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ، لا أَدْرِي: أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأنَّهُ عُرْوَةُ بنُ مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ، ليسَ بيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً مِن قِبَلِ الشَّأْمِ، فلا يَبْقَى علَى وَجْهِ الأرْضِ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِن خَيْرٍ، أَوْ إيمَانٍ إلَّا قَبَضَتْهُ، حتَّى لو أنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ في كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عليه، حتَّى تَقْبِضَهُ قالَ: سَمِعْتُهَا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ في خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلُ لهمُ الشَّيْطَانُ، فيَقولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟ فيَقولونَ: فَما تَأْمُرُنَا؟ فَيَأْمُرُهُمْ بعِبَادَةِ الأوْثَانِ، وَهُمْ في ذلكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ، ثُمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ، فلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا، قالَ: وَأَوَّلُ مَن يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إبِلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ، أَوْ قالَ يُنْزِلُ اللَّهُ، مَطَرًا كَأنَّهُ الطَّلُّ أَوِ الظِّلُّ، نُعْمَانُ الشَّاكُّ، فَتَنْبُتُ منه أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فيه أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: يا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إلى رَبِّكُمْ، وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤُولونَ، قالَ: ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ، فيُقَالُ: مِن كَمْ؟ فيُقَالُ: مِن كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، قالَ فَذَاكَ يَومَ يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيبًا، وَذلكَ يَومَ يُكْشَفُ عن سَاقٍ.
جاء رجلٌ إلى عبدِ الله بن عَمْرٍو فقال: «ما هذا الحديثُ الذي تحدِّث به؛ تقولُ: إنَّ الساعةَ تقومُ إلى كذا وكذا؟!»،
فقال عبدُ الله: «سبحانَ الله! أو لا إلهَ إلَّا اللهُ! أو كلمةً نحوَهما، لقد هَمَمْتُ»، أي: عَزَمتُ على «ألَّا أحدَّثَ أحدًا شيئًا أبدًا، إنَّما قلتُ: إنَّكم سَترَوْن بعد قليلٍ أمرًا عظيمًا،»
«يُحرَّقُ البيتُ»، أي: الكَعْبَة «ويكونُ ويكونُ،»
ثُمَّ قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم:« يَخرُج الدَّجَّالُ» مأخوذٌ مِن الدَّجَلِ وهو الكَذِب،
«فيَمكُث أربعينَ» قال الراوي: «لا أدري أربعين يومًا أو شهرًا أو عامًا. فيَبعث الله عِيسَى بنَ مَرْيَمَ» أي فيَنزِل مِن السماء
«كأنَّه عُرْوَةُ بنُ مَسْعُودٍ» أي في صورةِ الثَّقَفِيُّ،
«فيَطلُبه» أي فيَطلُب عِيسَى الدَّجَّالَ
«فيُهلِكُه» يقتله بِحَرْبَةٍ،
«ثُمَّ يَمكُث الناسُ سَبْعَ سِنينَ ليس بينَ اثنينِ عَدَاوَةٌ»؛ وذلك لقوَّةِ الإيمانِ والأمانةِ والرَّخاءِ في الأموالِ،
«ثُمَّ يُرسِل الله رِيحًا باردةً من قِبَلِ الشَّأْمِ» أي من جانِبِ الشام
«فلا يَبقَى على وجهِ الأرضِ أحدٌ في قلبِه مِثقالُ ذرَّةٍ من خيرٍ أو إيمانٍ إلَّا قَبَضَتْه»، أي: أخَذتْ رُوحَه تلك الرِّيحُ
«حتَّى لو أنَّ أحدَكم دَخَل في كَبِد جَبَلٍ»، أي: في وَسَطِه وجَوْفِه
«لَدخلَتْه عليه حتَّى تَقبِضَه» أي دخلت عليه تلك الرِّيح تَقبِضَ رُوحَه فيَمُوتَ.
«فيَبقَى شِرارَ الناسِ في خِفَّةِ الطيرِ»، أي: اضطرابِها ونُفورِها بأَدْنَى توهُّم
«وأحلامِ السِّباعِ»، أي: في عقولِ السِّباع الناقصةِ، فالغالبُ عليهم الطَّيْش والغَضَب والوَحشةُ والإتلافُ وقِلَّةِ الرَّحمةِ،
«لا يَعرِفون معروفًا ولا يُنكِرون مُنكَرًا»، بل يَعكِسون ذلك فيما يفعلون،
«فيَتمثَّل لهم الشيطانُ»، أي: يتصوَّر لهم بصورةِ إنسانٍ
«فيقول: ألَا تَستجِيبون؟ فيقولون: فما تأمُرنا؟» أيْ: فأيَّ شيءٍ تأمُرُنا لِنُطِيعَك فيه؟
«فيأمُرُهم بعبادةِ الأوثانِ،» يعبدون الاصنام
«وهم في ذلكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ،، أي: والحالُ أنَّهم فيما ذُكِر مِن الأوصافِ الرديئةِ والعباداتِ الوَثَنِيَّةِ كثيرٌ
«ثُمَّ يُنفَخ في الصُّورِ، فلا يَسْمَعه أحدٌ إلَّا أَصْغَى لِيتًا»، أي: أَمَال صَفْحَةَ عُنُقِه خوفًا ودَهْشَةً «ورَفَع لِيتًا»، والمراد منه: أنَّ السامعَ يُصعَقُ، فيُصغِي لِيتًا ويَرفع لِيتًا،
«وأوَّلُ مَن يَسمَعه رجلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إبِلِه،»، أي: يُطيِّنُ ويُصلِح
«فيَصعَقُ ويَصْعَقُ الناسُ»،
«ثُمَّ يُرسِل الله مَطَرًا كأنَّه الطَّلُّ»، أي: المَطَرُ الضَّعيفُ القَطْرِ،
«فتَنبُت منه» بسَببِه «أجسادُ الناسِ»، أي: النَّخِرَةُ في قُبورِهم،
«ثُمَّ يُنفَخ فيه أُخرَى فإذا هُم قِيامٌ يَنظُرون،» النفخة الثانية
«ثُمَّ يُقال: يا أيُّها الناسُ، هَلُمَّ»، أي: تَعالَوْا أو ارجِعوا وأَسرِعوا إلى ربِّكم
«وقِفُوهم إنَّهم مسؤولون» أي احبِسوهم
«ثُمَّ يُقال: أَخرِجوا»، أي: مَيِّزوا مِمَّا بينَ الخلائقِ «بَعْثَ النارِ»، أي: مبعوثَها، بمعنى: مَن يُبعَث إليها،
«فيُقال: مِن كَمْ؟»، أي: يَسألُ المخاطَبون عن العَدَدِ المبعوثِ إلى النارِ، فيقولون: كَمْ عددًا نُخرِجه مِن كَمْ عددٍ؟
«فيُقال: مِن كلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِئةٍ وتِسعةً وتسعين»، أي: أخرِجوا للنارِ مِن كلِّ ألفٍ تِسْعَ مئةٍ وتسعةً وتسعين، وهذا مِن جميعِ ذُرِّيَّةِ آدَمَ بما فيهم يأجوجُ ومأجوجُ، فيكونُ مِن كلِّ ألفٍ واحدٌ يَدخُل الجَنَّةَ،
وقد جاءَ في رواياتٍ أُخرى للحديثِ أنَّ ذلِك كَبُرَ على الصَّحابةِ وعظُم عليهم، وقالوا: أيُّنا ذلك الواحد؟! فقال لهم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أَبشِروا؛ فإنَّكم في أُمَّتَينِ ما كانتَا في شيءٍ إلَّا كثَّرتاه؛ يأجوج ومأجوج؛ مِنكم واحدٌ، ومن يأجوج ومأجوج ألف، فاستبشر الصحابةُ بذلك. وقوله: (فذلك)، أي: فهذا الوقتُ يومَ يَجعَل أي: يُصيِّر فيه الولدانَ، أي: الصِّبيان "شِيبًا"، أي: يُبيِّضُ شَعرَهم مِن هَوْلِ المَوقِف، «وذلك أي: أيضًا «يومَ يُكْشَفُ عن ساقٍ»، أي: يَوْمَ يُكشَف عن حَقائقِ الأُمورِ وشدائدِ الأهوالِ.