5
فتح المدائن بالعراق / فتح البيت الابيض / فتح بيت ال كسرى
العام الهجري
العام الميلادي
637
16
تفاسير مختلفة والأولى انها ظهرت
حديث صحيح
علامة صغرى
شرح العلامة
تفسير العلامة:
في هذا الحديثِ يُخبِر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه رَضِي اللهُ عَنْهم بفَتْح بلادِ فارِس، حيثُ يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لتَفتَحنَّ عِصابةٌ مِن المُسلِمين أو مِن المؤمنين"، أيْ: سيَنصُرُ اللهُ جماعةً مِن المسلمينَ، وسيَفتحونَ "آلِ كِسْرى"، أيْ الحِصْنِ الأبيضِ، وهو قَصْرٌ حَصينٌ كان بالمَدائنِ، التي كانتْ عاصمةَ بلادِ الفُرْسِ،
وقَدْ أُخْرِجَ كَنْزُه في أيَّام عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْه، والآن بُني مكانَه مَسْجِدُ مدائنَ، وقيل: هو الحِصْنُ الذي بهَمْدَان بناه دارا بنُ دارا.
ماهي مدينة المدائن:
المدائن هي مدينة في العراق
الرأي الاول
أن عملية فتح القصر الأبيض يراد بها ما وقع في عهد عمر بن الخطاب
الرأي الثاني
ربما يحدث ذلك في المستقبل في حرب سيدنا عيسى.
صور مرتبطة
الأحاديث التي ذكرت العلامة
حديث صحيح
صحيح مسلم
1822
سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الأسْلَمِيُّ يقولُ: لا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَوْ يَكونَ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِن قُرَيْشٍ. وَسَمِعْتُهُ يقولُ: عُصَيْبَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ البَيْتَ الأبْيَضَ، بَيْتَ آلِ كِسْرَى. وَسَمِعْتُهُ يقولُ: إنَّ بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ. وَسَمِعْتُهُ يقولُ: إذَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَسَمِعْتُهُ يقولُ: أَنَا الفَرَطُ علَى الحَوْضِ.
- لا يَزَال الدِّينُ، أي: أمرُ الدِّينِ، قائِمًا، أي: جارِيًا مُستمِرًّا على الصَّوابِ والحقِّ،
- حتَّى تَقومَ الساعةُ، أي: يومُ القِيامَةِ،
- وحتَّى يكونَ على الناسِ مُتَوَلِّيًا اثْنا عَشَرَ خَلِيفَةً كلُّهم مِن قُرَيْشٍ، والمرادُ: العَادِلونَ مِنَ الخُلَفاءِ، وقد مضَى بعضُهم في الأُمَّةِ، وسيَكتمِل عَدَدُهم إلى قيامِ الساعةِ، وقِيلَ: إنَّ معناه: أنَّهم يكونون في عَصْرٍ واحدٍ، يَتْبَع كلَّ واحدٍ منهم طائفةٌ، ويُحتَمل أنَّ المُرادَ مَن يَعِزُّ الإسلامُ في زَمَنِه، ويَجتمِع المسلمون عليه، وهكذا كان؛ فكان الخُلَفاءُ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ وعُثْمَانُ وعَلِيٌّ، ثُمَّ تَولَّى مَن اجتَمَع الناسُ عليه وصار له عِزٌّ ومَنَعَةٌ: مُعَاوِيَةُ، وابنُه يَزِيدُ، ثُمَّ عبدُ المَلِكِ، وأولادُه الأربعةُ، وبينَهم عُمَرُ بنُ عبدِ العَزِيزِ.
- عُصَيْبَةٌ مِنَ المسلمين يَفتَتِحون البيتَ الأبيضَ، بيتَ كِسْرَى، أو آلِ كِسْرَى، و"العُصَيْبَةُ" تصغيرُ العِصابَةِ، وهي الجماعةُ من الناسِ، وأقلُّهم أربعون، ويُحتَمَل أن يكونَ هذا التصغيرُ لِلمُفتَتِحين؛ لِقِلَّةِ مَن باشَر فَتْحَ بيتِ كِسْرَى.
- إنَّ بينَ يَدَيِ الساعةِ (أي: مِن آياتِها) ظُهورَ الكذَّابِين، وهم الَّذِين يَدَّعُونَ النُّبوَّةَ، وقيل غيرُ ذلك.
- فاحْذَرُوهم، أي: خافوا شَرَّ فِتنتِهم واعْتَزِلوهم واحْذَرُوا من مُخالطتِهم لأنَّه يُخاف منهم إفسادُ دِينِ العامَّة لاقتدائِهم بِهم، ومَن كان عالِمًا فلْيَستعدَّ ولْيتأهَّبْ لكَشْفِ عَوارِهم وهَتْكِ أَستارِهم، وتَزييفِ أقوالِهم وتَقبيحِ أفعالِهم؛ ليَحذرَهم النَّاسُ ويبورَ ما جاؤوا به مِن الباطِلِ والتلبيسِ على النَّاس؛ فإنَّه لا يَلتَبِس الصادِقُ بالكاذِبِ على مَن أَخَذَ بِحَذَرِه.
- إذا أَعطَى اللهُ أحدَكم "خيرًا" أي: مالًا؛
- فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِه وأهلِ بَيْتِه، فالإنسانُ يَبدأُ بنفسِه وبِمَنْ تَلزَمُه نَفَقَتُه، فالإنفاقُ على الأهلِ أفضلُ مِنَ الصَّدَقَةِ على الفُقَراءِ؛ لأنَّ الإنفاقَ على الأهلِ صَدَقَةٌ وصِلَةٌ وكَفَافٌ وعَفَافٌ، فكان ذلك أَوْلَى.
- أنا "الفَرَطُ على الحَوْضِ" أي: السابِقُ إليه والمُنتَظِرُ لِسَقْيِكم منه، والحَوْضُ: هو مُجتَمَعُ الماءِ.
حديث صحيح
صحيح مسلم
2889
إنَّ اللَّهَ زَوَى لي الأرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها، وإنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُها ما زُوِيَ لي مِنْها، وأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأحْمَرَ والأبْيَضَ، وإنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتي أنْ لا يُهْلِكَها بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا يُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وإنَّ رَبِّي قالَ: يا مُحَمَّدُ إنِّي إذا قَضَيْتُ قَضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ، وإنِّي أعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أنْ لا أُهْلِكَهُمْ بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا أُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، ولَوِ اجْتَمع عليهم مَن بأَقْطارِها، أوْ قالَ مَن بيْنَ أقْطارِها، حتَّى يَكونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، ويَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
(إنَّ اللهَ زَوى ليَ الأرضَ)، أي: قَبضَها وجَمعَها، فرَأيتُ مَشارقَها ومَغاربَها،
وإنَّ مُلكَ أُمَّتي سيبلُغُ ما زُوِيَ لي مِنها، أي: مِنَ الأَرضِ، ومعناه أنَّ الأَرضَ زُوِيَت لي جُملتُها مرَّةً واحدةً فرَأيتُ مَشارقَها ومَغاربَها، ثُمَّ هيَ تُفتَحُ لأُمَّتي جزءًا فجزءًا حتَّى يَصِلَ مُلكُ أُمَّتي ما زُوِيَ لَه مِنها،
ثُمَّ قالَ: (وأُعطيتُ الكَنزَيْنِ الأَحمرَ والأَبيضَ)، أي: كَنزَ الذَّهبِ، والفضَّةِ، والمُرادُ كَنزَيْ كِسْرى وقَيصرَ مَلِكَي العراقِ والشَّامِ،
ثُمَّ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (سألتُ رَبِّي ودَعوتُه لأُمَّتي أنْ لا يُهلِكَها بسُنَّةٍ عامَّةٍ)، أي: بقَحطٍ يَعُمُّهم، بل إنْ وَقَع قَحطٌ فيَكونُ في ناحيةٍ يَسيرةٍ بالنِّسبةِ إلى باقِي بلادِ الإِسلامِ،
(وألَّا يُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن الكافرينَ مِن سِوى أَنفسِهم، فيَستبِيحُ بَيضتَهم)، أي: جَماعتَهم وأَصلَهم، والبَيضةُ أيضًا العزُّ والمُلكُ.
فنقلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم الجَوابَ لَنا مِنه سُبحانَه وتَعالى، فَقال: (وإنَّ رَبِّي قالَ: يا مُحمَّدُ، إِنِّي إذا قضيتُ قضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ)، أي: حَكمتُ حُكمًا مُبرَمًا، فإنَّه لا يُرَدُّ بشيءٍ، وإنِّي أَعطيتُك لأُمَّتِك ألَّا أُهلِكَهم بسُنَّةٍ عامَّة. وألَّا أُسلِّطَ عَليهم عدوًّا مِن سِوى أَنفسِهم، يَستبيح بَيضتَهم، وَلو اجتَمعَ عَليهم مَن بأَقطارِها- أو قال مَن بَينَ أَقطارِها، أي: بأَطرافِها، جمعُ قُطرٍ، وهوَ الجانبُ والنَّاحيةُ، والمَعنى فَلا يَستبيحُ عدوٌّ منَ الكُفَّار بَيضتَهم، ولوِ اجتمعَ على مُحاربتِهم مِن أَطرافِ بَيضتِهم. حتَّى يَكونَ بَعضُهم يَهلِكُ بعضًا، ويَسبِي بَعضُهم بَعضًا .
حديث صحيح
صحيح مسلم
2900
تَغْزُونَ جَزِيرَةَ العَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ.
(تَغزونَ) أي: بَعدِي
(جَزيرةَ العربِ) المعنى: بَقيَّةَ الجزيرةِ أو جَميعَها، فيَفتَحُها اللهُ عَليكُم
(ثُمَّ فارسَ)، أي: ثُمَّ تَغزونَها فيَفتحُها اللهُ، وهم كسرى / مدائن العراق / ويسموا بالأبيض لأنَّ الغالب عندهم كان الفضة والجوهر.
(ثُمَّ تَغزونَ الرُّومَ) فيَفتحُها اللهُ، والمقصود كنز قيصر الروم الإمبراطور هرقل ويسموا بالأحمر لأنَّ الغالب عند الروم كان الذهب.
(ثُمَّ تَغزونَ الدَّجَّالَ)، والخِطابُ فيهِ للصَّحابةِ والمُرادُ الأُمَّةُ، (فيَفتَحُه اللهُ)، أي: يَجعلُه مَقهورًا مَغلوبًا، فيَقعُ هَلاكُه على أَيدي المُسلمينَ.
حديث صحيح
صحيح البخاري
3595
بيْنَا أنَا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ أتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إلَيْهِ الفَاقَةَ، ثُمَّ أتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ: يا عَدِيُّ، هلْ رَأَيْتَ الحِيرَةَ؟ قُلتُ: لَمْ أرَهَا، وقدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ فإنْ طَالَتْ بكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ، حتَّى تَطُوفَ بالكَعْبَةِ لا تَخَافُ أحَدًا إلَّا اللَّهَ، - قُلتُ فِيما بَيْنِي وبيْنَ نَفْسِي فأيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قدْ سَعَّرُوا البِلَادَ -، ولَئِنْ طَالَتْ بكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى، قُلتُ: كِسْرَى بنِ هُرْمُزَ؟ قَالَ: كِسْرَى بنِ هُرْمُزَ، ولَئِنْ طَالَتْ بكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِن ذَهَبٍ أوْ فِضَّةٍ، يَطْلُبُ مَن يَقْبَلُهُ منه فلا يَجِدُ أحَدًا يَقْبَلُهُ منه، ولَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أحَدُكُمْ يَومَ يَلْقَاهُ، وليسَ بيْنَهُ وبيْنَهُ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ له، فَلَيَقُولَنَّ له: ألَمْ أبْعَثْ إلَيْكَ رَسولًا فيُبَلِّغَكَ؟ فيَقولُ: بَلَى، فيَقولُ: ألَمْ أُعْطِكَ مَالًا وأُفْضِلْ عَلَيْكَ؟ فيَقولُ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عن يَمِينِهِ فلا يَرَى إلَّا جَهَنَّمَ، ويَنْظُرُ عن يَسَارِهِ فلا يَرَى إلَّا جَهَنَّمَ قَالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقَّةِ تَمْرَةٍ فمَن لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ حتَّى تَطُوفَ بالكَعْبَةِ لا تَخَافُ إلَّا اللَّهَ، وكُنْتُ فِيمَنِ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بنِ هُرْمُزَ ولَئِنْ طَالَتْ بكُمْ حَيَاةٌ، لَتَرَوُنَّ ما قَالَ النبيُّ أبو القَاسِمِ: صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ.
يَحكي عدِيُّ بنُ حاتمٍ الطَّائيُّ رضي الله عنه أنَّه قال: بينا أنا عند النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذ أتاه رجلٌ
(فشكَا إليه الفاقةَ) أي الحاجة.
(ثمَّ أتاه آخرُ فشكَا إليه قَطْعَ السَّبيلِ) أي قطع الطَّريقِ مِن طائفةٍ يترصَّدون في المكامنِ لأخذِ المالِ، أو لغير ذلك.
(فقال: يا عديُّ، هل رأيتَ الحِيرةَ؟) كانت بلدَ ملوكِ العربِ الَّذين تحت حُكمِ آلِ فارسَ.
(فأجابه: لم أرَها، وقد أُنبِئْتُ عنها) أي: أُخبِرْتُ عنها
(قال: فإن طالَتْ بك حياةٌ لتريَنَّ الظَّعينةَ) وهي المرأةُ في الهَوْدَجِ.
(ترتحِلُ مِن الحِيرةِ حتَّى تطوفَ بالكعبةِ لا تخافُ أحدًا إلا الله.) والمقصود امان الطريق
(فأين دُعَّارُ طيِّئٍ؟) والدُّعَّارُ جمعُ داعرٍ، وهو الخبيثُ المفسِد، والمراد: قُطَّاعُ الطَّريق، أي: كيف تمرُّ المرأةُ على قطَّاعِ الطَّريق مِن طيِّئٍ غيرَ خائفةٍ وهم يقطَعون الطَّريقَ على مَن مرَّ عليهم بغيرِ جِوارٍ؟
(الَّذين قد سعَّروا البلادَ) أي: ملَؤوها شرًّا وفسادًا.
(لَتُفتَحَنَّ كنوزُ كسرى) والمقصود الفرس.
(لتريَنَّ الرَّجل يُخرِج مِلءَ كفِّه مِن ذهَب أو فضَّةٍ يطلُبُ مَن يقبَلُه منه، فلا يجِدُ أحدًا يقبَلُه منه) وذلك لانتشار المال وقيل ان ذلك في زمن عيسى عليه السَّلام.
(وليَلقَيَنَّ اللهَ أحدُكم يومَ يلقاه في القيامةِ وليس بينه وبينه تَرجمانٌ يُترجِمُ له) يكلمة الله مباشرة
(ألم أبعَثْ إليك رسولًا فيُبلِّغَك؟! فيقول: بلى يا رب) اي ارسل الله الرسل لهداية البشر
(ألم أُعطِك مالًا وأُفضِلْ عليك؟) مِن الإفضالِ، أي: أُحسِنْ إليك، بمعنى أعطيتُك المالَ ومكَّنتُك مِن إنفاقِه والاستمتاعِ به
(فينظُر عن يمينِه فلا يرى إلا جهنَّمَ، وينظُر عن يسارِه فلا يرى إلا جهنَّمَ) أي مصيرة جهنم
(اتَّقوا النَّارَ ولو بشِقِّ تمرةٍ، فمَن لم يجِدْ شِقَّ تمرةٍ فبكلمةٍ طيِّبة) أي: فليجعَلْ كلُّ واحدٍ بينه وبين النَّار حاجزًا مِن الصَّدقةِ، ولو أن يتصدَّقَ بنصفِ تمرةٍ، فإن لم يجِدْ ما يتصدَّقُ فبكلمةٍ طيِّبةٍ تطِيبُ بها النَّفسُ، يرُدُّه بها ويطِيبُ قلبُه.
قال عدِيٌّ رضي الله عنه: فرأيتُ الظَّعينةَ ترتحِلُ مِن الحِيرةِ حتَّى تطوفَ بالكعبة لا تخافُ إلا اللهَ، وكنتُ فيمَنِ افتَتَح كنوزَ كسرى بنِ هُرْمُزَ، ولئن طالتْ بكم حياةٌ لترَوْنَ ما قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أبو القاسِمِ، يُخرِج، أي: الرَّجلُ، مِلء كفِّه، أي: مِن ذهَبٍ أو فضَّة، فلا يجِدُ مَن يقبَلُه.
في الحديثِ:
التَّرغيبُ في المبادرةِ إلى إخراجِ الزَّكاةِ وعدمِ التَّباطؤِ بها.
وفيه: التَّحذيرُ مِن التَّسويفِ في إخراجِها؛ لأنَّه قد يكون التَّأخيرُ سببًا في عدمِ وجودِ مَن يقبَلُها.
وفيه: مُعجزةٌ ظاهرةٌ مِن مُعجزاتِه صلَّى الله عليه وسلَّم بإخبارِه عن أُمورٍ غَيبيَّة.
وفيه: قَبولُ الصَّدقةِ ولو قلَّتْ.
وفيه: تركُ احتقارِ القليلِ مِن الصَّدقةِ وغيرِها، وألَّا يحقِرَ شيئًا مِن المعروفِ؛ قولًا وفعلًا، وإنْ قلَّ.
وفيه: أنَّهم كانوا يَشْكُون إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم مِن عَيْلةٍ وقَطعِ طريقٍ وغيرِه؛ لِما يرجُون عنده مِن الفَرَج.
وفيه: دليلٌ على قُربِ النَّار مِن أهلِ الموقِف
الايات القرانية التي ذكرت العلامة
أحاديث أخرى مرتبطة بنفس الموضوع
حديث صحيح
صحيح البخاري
3121
إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فلا كِسْرَى بَعْدَهُ، وإذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فلا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُما في سَبيلِ اللَّهِ.
هذا الحديثُ يَتضمَّنُ عَلامةً مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ بأنَّه لا يَتَوَلَّى أمْرَ الفُرْسِ مَلِكٌ بعْدَ مَوتِ كِسرى بالعراِق، وقيل: أو في غيرِها مِن الأراضي الواقعةِ تحْتَ حُكمِ الفُرسِ، وكذلك أخبَرَ أنَّ هِرقْلَ قَيْصَرَ الرُّومِ في ذلك الوقتِ، سيَكونُ آخِرَ مُلوكِ الرُّومِ في الشَّامِ، وكِسرى لَقَبٌ لِكلِّ مَلِكٍ مَلَكَ الفُرسَ، وهِرَقْلُ اسمٌ لِكلِّ مَلِكٍ لِلرُّومِ، وقد حدَثَ ما أَخبَرَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فقدْ تَمزَّقَ مُلْكُ كِسرى بعْدَ مَوتِه، وكذا مُلكُ هِرَقْلَ، فَتراجَعَ بعْدَ مَوتِه إلى أنْ فَتَحَ اللهُ على المسلمينَ بِلادَهما، وأنْفَقَ المسلِمون كُنوزَهما في سَبيلِ اللهِ، كما وَعَدَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكما أقسَمَ على ذلك.
وسَببُ هذا الحديثِ: أنَّ قُريشًا كانوا يَأتونَ الشَّامَ وَالعراقَ تُجَّارًا، فلمَّا أَسلمُوا خافوا انقطاعَ سَفرِهم إليهما؛ لِدُخولِهم في الإسلامِ، فأخبَرَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك لهم؛ تَطْييبًا لِقلوبِهم وتَبْشيرًا لهم بأنَّ مُلكَهما سيَزولُ عَن الإقليمَينِ المذكورَيْنِ.
وهذا الحديثُ يُشكِلُ على مَن عَلِم أنَّ كِسرى لمَّا قُتِل، مَلَك وَلَدُه، ثمَّ مَلَكَ بعْدَه جَماعةٌ، وكذلك قَيصَرُ، والذي يُزيلُ الإشكالَ أنَّ كِسْرى وقَيصَرَ كانَا في مُلْكٍ ثابتٍ، فلمَّا زالَا تَزلزَلَ مُلْكُهما وما زالَ إلى انمحاقٍ وانقراضٍ، وما خَلَفَهما مِثلُهما، وهذا كما يُقالُ للمريضِ: هذا ميِّتٌ، والمعْنى: أنَّه قَريبٌ مِن الموتِ وأنَّ أحوالَه تَحمِلُه إليه.
وقدْ حَصَرَ اللهُ مُلْكَي فارسَ والرُّومِ بعْدَ أنْ كانَت تلك المَمْلكتانِ تَحكُمانِ الأرضَ قبْلَ مَجيءِ الإسلامِ، فلمَّا بَعَثَ اللهُ نَبيَّه بالإسلامِ، صَدَقَ فيهم قولُه تعالَى: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128].
حديث حسن
صحيح النسائي
3176
لمَّا أمرَ النَّبيُّ بحَفرِ الخندقِ ، عَرضَت لَهُم صخرةٌ حالَت بينَهُم وبينَ الحفرِ ، فَقامَ رسولُ اللَّهِ ، وأخذَ المعولَ ، ووضعَ رداءَهُ ناحيةَ الخندَقِ ، وقالَ : تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا، لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، فَندرَ ثلثُ الحجرِ ، وسَلمانُ الفارسيُّ قائمٌ ينظرُ ، فبرَقَ معَ ضربةِ رسولِ اللَّهِ برقةٌ ، ثمَّ ضربَ الثَّانيةَ ، وقالَ : تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا، لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، فندرَ الثُّلثُ الآخرُ ، فبرقت برقةٌ فرآها سَلمانُ ، ثمَّ ضربَ الثَّالثةَ ، وقالَ : تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا، لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، فنذر الثُّلثُ الباقي ، وخرجَ رسولُ اللَّهِ ، فأخذَ رداءَهُ وجلَسَ ، قالَ سلمانُ : يا رسولَ اللَّهِ ، رأيتُكَ حينَ ضربتَ ، ما تضربُ ضربةً إلَّا كانت معَها بَرقةٌ ، قالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ : يا سَلمانُ ، رأيتَ ذلِكَ فقالَ : أي والَّذي بعثَكَ بالحقِّ يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ : فإنِّي حينَ ضَربتُ الضَّربةَ الأولى رُفِعَت لي مدائنُ كِسرى وما حولَها ومدائنُ كثيرةٌ ، حتَّى رأيتُها بعينيَّ قالَ لَهُ مَن حضرة من أصحابِهِ : يا رسولَ اللَّهِ ، ادعُ اللَّهَ أن يفتحَها علَينا ويغنِّمَنا ديارَهُم ، ويخرِّبَ بأيدينا بلادَهُم ، فدعا رسولُ اللَّهِ بدلك ، ثمَّ ضَربتُ الضَّربةَ الثَّانيةَ ، فرُفِعت لي مدائنُ قيصرَ وما حولَها ، حتَّى رأيتُها بعينيَّ ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، ادعُ اللَّهَ أن يفتحَها علَينا ويغنِّمَنا ديارَهُم ، ويخرِّبَ بأَيدينا بلادَهُم ، فدعا رسولُ اللَّهِ بذلِكَ ، ثمَّ ضرَبتُ الثَّالثةَ ، فرُفِعَت لي مدائنُ الحبشةِ وما حولَها منَ القُرى ، حتَّى رأيتُها بعينيَّ ، قالَ رسولُ اللَّهِ : عندَ ذلِكَ دَعوا الحبشةَ ما ودَعوكُم ، واترُكوا التُّركَ ما ترَكوكُم
وفي هذا الحديثِ يقولُ رجلٌ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لَمَّا أمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بحَفرِ الخندَقِ، عرَضَت"، أي: ظهَرَت، "لهم صَخرةٌ حالَتْ بينَهم وبينَ الحَفْرِ"، أي: أوقَفَتِ الحَفرَ؛ لِصَلابتِها وعِظَمِها،
"فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وأخَذ المِعْوَلَ"، وهو آلةَ الحفرِ كالفأسِ ونَحوِه،
"ووضَع رِداءَه ناحيةَ الخندقِ"، أي: نزَعه ووضَعه على جانبٍ منه،
"وقال: {تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ}"، أي: كَلمةُ النَّصرِ الَّتي كتَبها اللهُ عزَّ وجلَّ لعِبادِه المؤمِنين في الدُّنيا والآخِرَةِ، "{صِدْقًا وَعَدْلًا}"، أي: صِدقًا فيما قال، وعدلًا فيما حَكَم، "{لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}"، أي: ليس أحَدٌ يُعقِّبُ على حُكمِه تعالى، لا في الدُّنيا ولا في الآخرةِ، "{وَهُوَ السَّمِيعُ}" لأقوالِ عِبادِه وسِرِّهم ونَجواهم، "{الْعَلِيمُ}"، بأفعالِهم وبكلِّ شَيءٍ.
قال: "فنَدَر"، أي: سقَط وهُدِم، "ثُلثُ الحجَرِ، وسَلمانُ الفارسيُّ قائمٌ يَنظُرُ"، أي: مُتعجِّبًا مِن فعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "فبَرَق مع ضَربةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بَرقةٌ"، أي: أضاء الحجَرُ ولَمَع، "ثمَّ ضرَب الثَّانيةَ"، أي: ضرَب النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الحجرَ بالمِعْوَلِ، "وقال: {تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}"، "فنَدَر الثُّلثُ الآخَرُ"، أي: سقَط وهُدِم الثُّلثُ الثَّاني مِن الصَّخرةِ، "فبرَقَت برقةٌ، فرآها سَلْمانُ، ثمَّ ضرَب الثَّالثةَ، وقال: {تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}"، قال: " فنَدَر الثُّلثُ الباقي"، أي: فهُدِم وكُسِر ما بَقي من الصَّخرةِ،
"وخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: مِن الخندَقِ، "فأخَذ رِداءَه وجلَس، قال سَلمانُ: يا رسولَ اللهِ، رأيتُك حِينَ ضَرَبتَ"، أي: الصَّخرةَ، "ما تَضرِبُ ضربةً إلَّا كانتْ معها بَرْقةٌ"، أي: لَمَعانٌ ووَميضٌ مِن الضَّوءِ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "يا سَلْمانُ، رأيتَ ذلك؟"، أي: هل رأيتَ ذلك اللَّمعانَ؟ فقال سلمانُ رَضِي اللهُ عَنه: "إي، والَّذي بعَثَك بالحقِّ يا رسولَ اللهِ"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فإنِّي حينَ ضرَبتُ الضَّربةَ الأولى رُفِعَتْ لي"، أي: ظهَرَتْ، "مَدائِنُ كِسْرى وما حولَها ومَدائنُ كثيرةٌ"، أي: البلادُ الَّتي تقَعُ تحتَ حُكمِ كِسْرى، و(كِسْرى) لقَبٌ لِمَلِكِ الفُرْسِ، "حتَّى رأيتُها بعَيني"، قال له مَن حضَره مِن أصحابِه رَضِي اللهُ عَنهم: "يا رسولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أن يَفتَحَها علينا، ويُغَنِّمَنا دِيارَهم، ويُخْرِبَ بأيدينا بِلادَهم، فدَعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بذلك"، أي: بأنْ يَفتَحَها عليهم، وقد قيل: إنَّ سَعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ رَضِي اللهُ عَنه افتتَحَها سنةَ أربعَ عَشْرةَ، "ثمَّ ضَرَبتُ الضَّربةَ الثَّانيةَ، فرُفِعَتْ لي مدائنُ قَيْصرَ وما حولَها"، أي: البلادُ الَّتي تقَعُ تحتَ حُكمِ قَيصرَ، و(قيصرُ) لقَبُ ملِكِ الرُّومِ، "حتَّى رأيتُها بعَيني"، قال أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "يا رسولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أنْ يَفتَحَها علينا ويُغَنِّمَنا دِيارَهم، ويُخْرِبَ بأيدينا بِلادَهم، فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بذلك"، أي: بأن يَفتَحَ عليهم بلادَ الرُّومِ.
قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ثمَّ ضرَبتُ الثَّالثةَ، فرُفِعَتْ لي مَدائنُ الحبَشةِ وما حولَها مِن القُرَى"، والحبشةُ: جِنسٌ مِن السُّودانِ، "حتَّى رأيتُها بعَيني"، "قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عند ذلك"، أي: عند ذِكْرِه للحبشَةِ: "دَعُوا الحبَشَةَ ما وَدَعُوكم، واترُكوا التُّرْكَ ما ترَكُوكم"، أي: لا تُقاتِلوهم ما لم يُقاتِلوكم. وقيل: إنَّما النَّهيُ عن قِتالِ الحبشةِ: لأنَّ بلادَ الحبَشةِ وَعْرةٌ، وبينَها وبينَ بلادِ المسلِمين مَفاوِزُ وصِعابٌ؛ فلم يُكلِّفِ المسلِمين بدُخول ديارِهِم؛ لِكَثرةِ التَّعبِ، وأمَّا التُّركُ فبَأْسُهم شَديدٌ، وبلادُهُم باردةٌ، والعربُ- وهم جُندُ الإسلامِ- كانوا مِن البلادِ الحارَّةِ؛ فلم يُكلِّفْهم دُخولَ بلادِهم.
وفي الحديثِ: علامةٌ مِن علاماتِ صِدقِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفيه: تأييدُ اللهِ تَعالَى لنبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم بالمبشِّراتِ .