تفاصيل الحديث
صحة الحديث
المحدث
الراوي
المصدر
الرقم
حديث صحيح
.png)
مسلم
جابر بن سمرة
صحيح مسلم
1822
سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الأسْلَمِيُّ يقولُ: لا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَوْ يَكونَ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِن قُرَيْشٍ. وَسَمِعْتُهُ يقولُ: عُصَيْبَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ البَيْتَ الأبْيَضَ، بَيْتَ آلِ كِسْرَى. وَسَمِعْتُهُ يقو لُ: إنَّ بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ. وَسَمِعْتُهُ يقولُ: إذَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَسَمِعْتُهُ يقولُ: أَنَا الفَرَطُ علَى الحَوْضِ.
- لا يَزَال الدِّينُ، أي: أمرُ الدِّينِ، قائِمًا، أي: جارِيًا مُستمِرًّا على الصَّوابِ والحقِّ،
- حتَّى تَقومَ الساعةُ، أي: يومُ القِيامَةِ،
- وحتَّى يكونَ على الناسِ مُتَوَلِّيًا اثْنا عَشَرَ خَلِيفَةً كلُّهم مِن قُرَيْشٍ، والمرادُ: العَادِلونَ مِنَ الخُلَفاءِ، وقد مضَى بعضُهم في الأُمَّةِ، وسيَكتمِل عَدَدُهم إلى قيامِ الساعةِ، وقِيلَ: إنَّ معناه: أنَّهم يكونون في عَصْرٍ واحدٍ، يَتْبَع كلَّ واحدٍ منهم طائفةٌ، ويُحتَمل أنَّ المُرادَ مَن يَعِزُّ الإسلامُ في زَمَنِه، ويَجتمِع المسلمون عليه، وهكذا كان؛ فكان الخُلَفاءُ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ وعُثْمَانُ وعَلِيٌّ، ثُمَّ تَولَّى مَن اجتَمَع الناسُ عليه وصار له عِزٌّ ومَنَعَةٌ: مُعَاوِيَةُ، وابنُه يَزِيدُ، ثُمَّ عبدُ المَلِكِ، وأولادُه الأربعةُ، وبينَهم عُمَرُ بنُ عبدِ العَزِيزِ.
- عُصَيْبَةٌ مِنَ المسلمين يَفتَتِحون البيتَ الأبيضَ، بيتَ كِسْرَى، أو آلِ كِسْرَى، و"العُصَيْبَةُ" تصغيرُ العِصابَةِ، وهي الجماعةُ من الناسِ، وأقلُّهم أربعون، ويُحتَمَل أن يكونَ هذا التصغيرُ لِلمُفتَتِحين؛ لِقِلَّةِ مَن باشَر فَتْحَ بيتِ كِسْرَى.
- إنَّ بينَ يَدَيِ الساعةِ (أي: مِن آياتِها) ظُهورَ الكذَّابِين، وهم الَّذِين يَدَّعُونَ النُّبوَّةَ، وقيل غيرُ ذلك.
- فاحْذَرُوهم، أي: خافوا شَرَّ فِتنتِهم واعْتَزِلوهم واحْذَرُوا من مُخالطتِهم لأنَّه يُخاف منهم إفسادُ دِينِ العامَّة لاقتدائِهم بِهم، ومَن كان عالِمًا فلْيَستعدَّ ولْيتأهَّبْ لكَشْفِ عَوارِهم وهَتْكِ أَستارِهم، وتَزييفِ أقوالِهم وتَقبيحِ أفعالِهم؛ ليَحذرَهم النَّاسُ ويبورَ ما جاؤوا به مِن الباطِلِ والتلبيسِ على النَّاس؛ فإنَّه لا يَلتَبِس الصادِقُ بالكاذِبِ على مَن أَخَذَ بِحَذَرِه.
- إذا أَعطَى اللهُ أحدَكم "خيرًا" أي: مالًا؛
- فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِه وأهلِ بَيْتِه، فالإنسانُ يَبدأُ بنفسِه وبِمَنْ تَلزَمُه نَفَقَتُه، فالإنفاقُ على الأهلِ أفضلُ مِنَ الصَّدَقَةِ على الفُقَراءِ؛ لأنَّ الإنفاقَ على الأهلِ صَدَقَةٌ وصِلَةٌ وكَفَافٌ وعَفَافٌ، فكان ذلك أَوْلَى.
- أنا "الفَرَطُ على الحَوْضِ" أي: السابِقُ إليه والمُنتَظِرُ لِسَقْيِكم منه، والحَوْضُ: هو مُجتَمَعُ الماءِ.