تفاصيل الحديث
صحة الحديث
المحدث
الراوي
المصدر
الرقم
حديث صحيح
شعيب الأرناؤوط
أبو هريرة
تخريج المسند
8833
لا تَقومُ الساعةُ حتى تَعودَ أرضُ العربِ مُروجًا وأنهارًا، وحتَّى يَسيرَ الراكِبُ بينَ العراقِ ومكَّةَ، لا يَخافُ إلَّا ضُلَّالَ الطريقِ، وحتَّى يَكثُرَ الهَرْجُ، قالوا: وما الهَرْجُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: القَتلُ.
(لا تَقومُ الساعةُ) لا يَقومُ يَومُ القيامةِ ولا يَنتَهي أجَلُ الدُّنيا
(حتى تَعودَ أرضُ العربِ مُروجًا وأنهارًا) حتى تَصيرَ وتَرجِعَ جَزيرةُ العَرَبِ مُروجًا وأنهارًا، والمَرْجُ: هو الأرضُ الواسِعةُ ذاتُ النَّباتِ الكَثيرِ، يَمرَحُ فيه الدَّوابُّ، وحتى تَكثُرُ بها المياهُ العَذبةُ الصَّالِحةُ لِلشُّربِ والرِّيِّ، وهذا إشارةٌ إلى الغِنى وكَثرةِ المالِ الذي سيَحصُلُ في بِلادِ العَرَبِ المُسلِمينَ، حتى تَنصَرِفَ دَواعي العَرَبِ عن مُقتَضى عَادَتِهم مِنَ انتِجاعِ الغَيْثِ والارتِحالِ، فيَشتَغِلوا بغِراسةِ الأرضِ وعِمارَتِها وإجراءِ مياهِها.
(وحتَّى يَسيرَ الراكِبُ بينَ العراقِ ومكَّةَ، لا يَخافُ إلَّا ضُلَّالَ الطريقِ) الراكب هو المُسافِرُ، أيًّا كانت طَريقةُ سَفَرِه، على دابَّةٍ أو سيَّارةٍ، أو نَحوِ ذلك، "بيْن العِراقِ ومَكَّةَ" والمُرادُ بذِكرِ البُلدانِ العُمومُ لا الخُصوصُ، فأيُّ مُسافِرٍ يَخرُجُ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ، لا يَخافُ إلَّا قُطَّاعَ الطُّرُقِ؛ إشارةً إلى أنَّه لا يُوجَدُ حُروبٌ أو قِتالٌ بيْن الناسِ.
( وحتَّى يَكثُرَ الهَرْجُ) والمَعنى: تَكونُ الفِتَنُ واختِلافُ الأُمورِ التي تَتَسبَّبُ في كَثرةِ القَتلِ بيْن المُسلِمينَ، كما في رِوايةِ ابنِ ماجَهْ مِن حَديثِ أبي مُوسى الأشعَريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، وفيه أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "ليس بقَتلِ المُشرِكينَ، ولكِنْ يَقتُلُ بَعضُكم بَعضًا، حتى يَقتُلَ الرَّجُلُ جارَه، وابنَ عَمِّه، وذا قَرابَتِه".وفي الحَديثِ: عَلَمٌ مِن أعلامِ نُبُوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.